البيان الختامي – المؤتمر الدولي الفكري الثاني – الحمامات/ تونس 1-6 فبراير/ شباط 2023
“مجتمع المعرفة العربي والتنمية الإنسانية- أبعاد وتحديات”
عقد المعهد العالمي للتجديد العربي مؤتمره الفكري الثاني، تحت رعاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الجمهورية التونسية، تحت شعار “مجتمع المعرفة العربي والتنمية الإنسانية- أبعاد وتحديات”؛ بالشراكة مع المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية برئاسة الجمهورية، وكلية الآداب والفنون والإنسانيات في جامعة منوبة- تونس، للفترة 2-5 فبراير/ شباط 2023، بفندق رويال/ الحمامات- الجمهورية التونسية.
وفي الجلسة الافتتاحية استهلت الدكتورة زهية جويرو، نائبة الرئيس للشؤون الفكرية افتتاح المؤتمر بكلمة رئيسة فرع المعهد في تونس، ورئيسة اللجنة العلمية للمؤتمر، مؤكدة “أن إنتاج المعرفة وامتلاك المعلومة وحسن استثمار الرصيد الثقافي والحضاري من أهم مقومات الانخراط في مجتمع المعرفة، الذي يعتبر بدوره ركنا أساسيا لتحقيق شروط التنمية الانسانية، وهذا ما دفع القائمين على المؤتمر للتفكير في الجمع بين هذين المبدأين في عنوان المؤتمر الثاني للمعهد”. وأكدت أيضا على “أن إنتاج المعرفة وامتلاك المعلومة وحسن استثمار الرصيد الثقافي والحضاري من أهم مقومات الانخراط في مجتمع المعرفة، الذي يعتبر بدوره ركنا أساسيا لتحقيق شروط التنمية الانسانية، وهذا ما دفع القائمين على المؤتمر للتفكير في الجمع بين هذين المبدأين في عنوان المؤتمر الثاني للمعهد”.
ثم ألقى سعادة السيد رئيس المعهد الدكتور خضير المرشدي كلمته بتوجيه الشكر للقيادة والشعب التونسي، صاحب الفضل الكبير في عقد المؤتمر، وعلى كرم ضيافتهم، متمنياً لتونس تحقيق الأمن والاستقرار والبناء والتقدم والازدهار، مؤكداً بأنه “لا يمكن الحديث عن مجتمع معرفة دون حرية واستقلالية وعدالة، مثلما ان الحرية تبقى ناقصة والاستقلالية مثلومة والعدالة غائبة دون نظام معرفي فاعل ومؤثر وذكي، يعزز وعي الانسان بمفاهيم الديمقراطية والمواطنة والعدالة وحقوق الانسان، ويوفر البيئة لإشراكهم في عملية صنع القرار”، كما أكد “إن ما نحتاجه لتحقيق حلم التجديد الذي أصبح الطريق الوحيد للنهوض من تحت الركام هو الحب بكل تجلياته ومعانيه، الانتماء والإيمان بجميع أركانه بمشروع التجديد، ارادة واصرار المفكر المناضل، والمثقف الثوري،والعالم الرصين، واحترام الذات وعقل الانسان واحكام المنطق في تفسير ظواهر الحياة والكون والخلق والطبيعة….”
وألقى مدير عام المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية لرئاسة الجمهورية التونسية، سعادة الدكتور سامي جنات، كلمة ترحيب بالمؤتمر مشيداً بـالكلمات التي سبقت كلمته، ومشيداً بالتوجه الفكري الذي يعمل به المعهد. وأكد في كلمته على أن قوة الامم لم تعد تقاس بجيوشها أو بمواردها المادية الطبيعية أو المالية أو بماضيها المجيد، بل بمدى امتلاكها للعلم والمعرفة واستخدامها في كل مجالات الحياة”، مؤكدا في الاخير على “أن مجتمع المعرفة يمكّن من تخطي الحدود الجغرافية ويمكّن المؤسسات الوطنية من القدرة على المنافسة في كل دول العالم”.
وفي هذه الجلسة تم تقديم تكريم خاص إلى فقيد المعهد، وأحد أهم مؤسسيه وداعميه، الذي غادر دنيانا خلال عام 2022، المرحوم الدكتور علي الحرجان، نائب رئيس المعهد، بتلاوة نبذة مختصرة عن سيرته، وبالدعاء له بالرحمة والغفران ولروحه الجنة، والوقوف دقيقة حداد على روحه الطاهرة.
وتم بعد ذلك تكريم ثلاثة من المفكرين والعلماء العرب البارزين على تميزهم في مجالات تخصصاتهم، وهم:
- المهندسة الأستاذة زها حديد
- عالم الفيزياء الدكتور نضال قسوم
- خبير دراسات المستقبلات الدكتور مهدي المنجرة
إضافة إلى تكريم أربعة من الشباب العربي المتميز كما تم ترشيحهم بواسطة هيئة الشباب والتنمية في المعهد لتميزهم في العطاء والأداء التطوعي، وهم:
- الأستاذ علي السلام
- الأستاذة يافا الابراهيمي
- الأستاذة فاطمة الرشايدة
- الأستاذ عبداللطيف بطاح، الذي فاز بجائزة أفضل تلخيص للميثاق الفكري للمعهد
إضافة إلى تكريم أعضاء مجلس المعهد، ورؤساء تحرير الإصدارات وأعضاء سكرتارية المؤتمر واللجنة التحضيرية والتنظيمية في جمهورية تونس.
في الفترة المسائية تم عقد اجتماع الهيئة العامة بإدارة الاستاذة سميرة رجب والدكتورة زهية جويرو، لمناقشة وتقييم الخطة الاستراتيجية للعام 2022 والتقريرين المالي والإداري المقدم من الدكتورة إلهام لطيفي، إضافة إلى مناقشة ورقة جدوى أولية حول مشروع جامعة التجديد والابتكار، مقدمة من الدكتور محمد النعيمي.
وعلى مدار أربعة أيام انشغل المؤتمر بجدول أعمال يزخر بعدد من الأوراق البحثية، في محاضرات رئيسية بالفترة الصباحية، ومناقشة البحوث الفكرية في حلقات دراسية حول طاولات مستديرة، قدمها عدد من المفكرين والخبراء والمثقفين والباحثين من أعضاء المعهد في الفترة المسائية.
وصل عدد البحوث الفكرية التي تم مناقشتها في هذا المؤتمر إلى 102 بحث، حول القضايا والمنظومات العربية.
وفي الختام توصل المجتمعون إلى عدد من التوصيات والأفكار التي اتفقوا حول أهميتها ضمن منهجية دراسة المستقبلات التي تداخلت في كل المحاولات الجادة لاستشراف المستقبل المنشود والمرغوب فيه، والذي يسعى المخلصون من أبناء الأمة العربية لبلوغه ضمن المستقبل القريب والمتوسط والبعيد، للنهوض بالعالم العربي في فترة التحولات الدولية التي يمر بها العالم.
التوصيات
أولاً: الدراسات اللغوية والأدبية
- اللغة العربيّة بوّابة الإنسان العربيّ لاقتحام مجتمع المعرفة في تصالح واع بين هويّته وبين الانفتاح على المعرفة الإنسانيّة الشّاملة وللنّهوض باللّغة العربيّة لا بدّ من ترقيتها بمبادرات عمليّة من قبيل (إحياء حركة التّرجمة وتعميمها على سائر المعارف / استثمار اللغة العربيّة في نقل التّكنولوجيا / استعمالها في البحث العلمي / إنشاء مرصد عربيّ للمعرفة …)
- ظلت الترجمة بوابة عبور إلى كل الضفاف الغريبة، دون الحاجة إلى جواز سفر أو تأشيرة، فهي فعل ثقافي يقتضي من المترجمين العرب العمل بجدية أكثر على نقل الأعمال الأدبية العربية إلى اللغات الحية من أجل نشرها والتعريف بمجتمعنا العربي بصورة مميزة وواعية.
- ضرورة انفتاح النص السردي العربي على التجريب بوصفه وسيلة من وسائل التنمية الفكرية، دون المساس بمنظومة القيم الأخلاقية للمجتمع العربي.
- تتبع أثر البعد الآركيولوجي ( الآثاري) في السرد الأدبي العربي الحديث تتبعا علميا؛ للكشف عن الموروث من الحضارة العربية وأثر الحضارات الأخرى فيها. وتأثير ذلك في تطور الحياة البشرية وحياة الشعوب.
- استثمار مميزات اللغة العربية من (الاشتقاق، النحت، النقل المجازي، التعريب….) في مواكبة اللغة لمنجزات الحضارة البشرية المعاصرة، من أجل تنمية المتجمع العربي واستثمار التكنولوجيا الجديدة.
- علينا أن نعي جيدا مفهوم التغيير وأن السعي إليه قد يؤدي إلى دفع ثمن باهظ، ولكن النخبة تعرف جيدا أن التغيير يمكن أن يتم تدريجيا، وتطور اللغة يكمن في قدرتها على استيعاب المتغير من متطلبات الحضارة الإنسانية ومنجزاتها.
ثانياً: العلوم الترجمية
- ضرورة تفعيل العمل الترجمي المؤسساتي، وذلك عبر البحث عن شركاء ممولين للأعمال الترجمية، وإنشاء مؤسسة ترجمية يرعاها المعهد العالمي للتجديد العربي.
- العمل على ترجمة النصوص التراثية الأدبية والفكرية العربية إلى اللغات الأجنبية.
- تسويق الانتاجات الترجمية التي ينجزها المعهد عبر مواقع البيع الالكترونية العالمية.
- التعريف بإصدارات المعهد الترجمية وغيرها عبر صفحة المعهد.
- عقد مؤتمر دولي كل سنة حول الترجمة وتحدياتها بالوطن العربي بمشاركة نخبة من الباحثين والمتخصصين في المجال
ثالثاً: الدراسات الفلسفية والتأويلية
- أن يكون البحث الفلسفي الناجم عن الفرق البحثية في الوحدة، عملًا بحثيًا فكريًا، قابلًا للنقاش وللاستغراق الفكري، وليس بحثًا أكاديميًا مطلوبًا إنجازه ووضع ضمن أرشيف الوحدة الفكرية؛ وإننا إذ نطلب الاستغراق الفكري وتوسعة النقاش في المواضيع، فذلك لأننا ناقشنا في العام الماضي موضوع الحداثة من جوانب متعددة، علمية وسياسية واجتماعية وفكرية وثقافية، فكنا نضع عنوان محاضرة الشهر القادم وكأنه استكمال للمحاضرة التي تسبقه حتى استوفينا المفهوم حقه، تقريبًا.
- نطلب من إدارة المنشورات والإصدارات في المعهد، طلب المحاضرات الشهرية المكتوبة وتقاريرها، وإصدارها ضمن النشرة الرقمية أو مجلة التجديد الثقافية، بحسب تقدير “إدارة التحرير”، وذلك بشكل آلي لكل نشاط الوحدات، حتى يتم توثيق المجهود الفكري، وكذلك لنتمكن من قراءة ما يجري في الندوات الأخرى. كما أن أوقات الباحثين لا تسمح بمتابعة كل النشاط الفكري للمعهد يوميًا، لذا بالإمكان متابعة كل هذا النتاج مكتوبًا موثقًا في المنشورات التي يصدرها المعهد. والهدف من ذلك، تقريب وجهات النظر بين الباحثي، ومحاولة خَلْق جو ثقافي مشترك، ينمو تباعًا، بحيث تصبح للمفاهيم التي يطرحها المعهد سمةٌ تجديدية بارزة، ومؤثرة.
- إن الهدف من البحث العلمي في المعهد هو معاينة المفاهيم التحديثية التجديدية، وبناء منظومة فكرية متنوعة تخدم هذا التقدُّم المقصود للإنسان العربي، لذا نرى في وحدة الدراسات الفلسفية أن تتضمن محاضراتنا الشهرية فقرات “قراءة في كتاب”، وخاصة كتب الباحثين الأعضاء في المعهد. ذلك أن التفاعل بين الباحثين يولِّد الثقافة المشتركة. والمشترك الفكري يعزز الإبداع الفردي ويوجهه بثقة للبحث في مفاهيم المستقبل.
- ترى وحدة الدراسات الفلسفية في مشروعها أن تبقي مجال المتابعات العلمية مفتوحًا على مصراعيه، لذا سنطلب من الباحثين في الوحدة الفلسفية إرسال مقالاتهم وأبحاثهم ودراساتهم يوميًا على مجموعات الواتساب، لأن ذلك يعزز العلاقة العلمية بين الأعضاء، ويجعل فِكْرَ الباحثين راهنًا، معنيًا بالكتابات اليومية وما يدور في المعيش الفلسفي الحاضر.
- تعزيز عقد محاضرات تخص الفلسفة التطبيقية وتدريس الفلسفة وفلسفة الأطفال، وذلك للربط بين الواقع العملي والواقع النظري للفلسفة عربيًا، ووهذا ما يفتح المجال لأن تتشكَّل نظريات وآراء تؤدي إلى وضع خطط تربوية تعليمية، يمكن أن يقدمها المعهد إلى المؤسسات التعليمية والمراكز الأكاديمية، تساعد في تطوير وتنمية الأداء الفلسفي فيها.
- وجدنا في وحدة الدراسات الفلسفية والتأويلية أن نلتزم عنوان المؤتمر القادم المتعلق بـ “الهوية والمواطنة العربية”، موضوعًا للتحليل المفهومي والتدقيق والبحث التخصصي خلال العام 2023، حتى عقد المؤتمر، وذلك لأن البحث المستفيض في المفاهيم يؤدي إلى تشكيل وجهات نظر. وهذا ما يساعد في المشاركة النوعية الضرورية للفلاسفة في المؤتمر، أي يكون لدينا تصوُّر مشترك، كلٌّ من ناحيته وتخصصه، نعاين به مباحث الهوية والمواطنة، فلا نبقي العنوان عامًا، بل نخضعه للدرس التخصصي المَوْضِعي. وفي ذلك إغناء لحضورية المفهوم اليوم في التفكير العربي والإنساني عمومًا.
- وكوننا وحدة دراسات فلسفية وتأويلية، فإننا سنعمد في العام القادم إلى استضافة فيلسوف أو أو اثنين، سواء من خارج المعهد أو من داخله، ومن ذوي الخبرة والرصانة الفكرية في معاينة المفاهيم التأويلية والفلسفية الراهنة، لعقد لقاء علمي وجلسة نقاش فكري مع أعضاء الوحدة، وذلك من باب الانفتاح على الاشتغال الفلسفي عمومًا.
- عقد ندوة متخصصة مع وحدة المستقبلات، من ضمن التفاعل بين الوحدات الفكرية للمعهد، والاتفاق بين الوحدتين على أن يدرس اللقاء فلسفة المستقبلات، لما في ذلك من ضرورة للتعرف إلى ممكنات هذا العلم، وأبعاده الاستراتيجية في التنمية الفلسفية وربطها بفكرة التقدم الإنساني.
رابعاً: الدراسات التاريخية والآثارية
- إن من أكبر العقبات التي تواجه بناء مجتمع المعرفة العربي، غياب المنهج العلمي النقدي في قراءة التاريخ وتدوينه، وتداول القراءات الناقصة أو العقيمة للتاريخ. لذا نوصي بأهمية نشر وترسيخ المعرفة التاريخية، التي تهدف إلى تعميم وإشاعة الوعي التاريخي، الذي يؤدي بالنتيجة إلى تصحيح مسارات الثقافة بكل أبعادها السلوكية والإبداعية والمجتمعية.
- تشجع كسب المعرفة ونشر الحريات الاكاديمية وربط الدراسات الاكاديمية في العلوم الانسانية لاسيما علم التاريخ والاثار بالتطورات العلمية الحاصلة من اجل الابداع والابتكار، وهذا يستلزم التركيز على سلك الطرق التي تساعد الدراسات التاريخية لمواكبة التحول الرقمي الهائل في ظل الثورة التقنية الحديثة، عبر تسخير مختلف التقنيات للوصول إلى الهدف الاسمى المتمثل بمجتمع معرفي حر يلبي طموحات المجتمع العربي.
- جعل الدراسات التاريخية والاثرية تعتمد على المعرفة التقنية، لتنمية المجتمعات المعرفية الحرة، عبر العمل الحثيث في خدمة النشأ الجديد، وابعاده قدر المستطاع عن الاستسهال المعرفي القائم على الزيف مقابل الجهد الجدي الذي يثمر اهدافا ملبية لمتطلبات أي مجتمع يرغب في جعل المعرفة في متناول ابنائه.
- التركيز على الدراسات الأثرية المستندة على التكنولوجيا الحديثة والتي تكون ذات تأثير كبير في بناء أي مجتمع معرفي حر يبحث عن الماضي الحضاري المتميز، لأن دراسة التاريخ والحضارات القديمة هو الأساس الذي يبنى عليه الحاضر والمستقبل، بل أن الحاضر يشكل انعكاسا منطقيا لما وقع في الماضي، وهذا ما اجمع عليه المفكرين.
خامساً: الدراسات التعليمية والتربوية
- تعميــق النظــر فــي قــدرة المنظومــات التربويــة في العالم العربي علــى الاضطلاع بوظائفهــا والحرص على بناء مجتمع مواكب لتطورات العصر دون اغفال المواطنة العربية من خلال التنشـئة الاجتماعية الجيدة والتربيـة الصحيحة.
- تحديث وإعادة هيكلة وبناء بعض الأساليب والمناهج بهدف إغناء الخبرة التربوية، وذلك بالبحث في مناهج تعليمية متطورة في جميع المواد الدراسية وتستجيب للاتجاهات المعاصرة.
- تقديم بحوث عبارة عن مقترحات عملية لتطوير المناهج الدراسية في بعض المواد بالقدر الذي يسمح بزيادة قدرات الطلاب على استخدام التفكير الناقد ومهارات البحث والمهارات التحليلية ودمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المناهج، وذلك بالانفتاح على المقاربات التعلمية العالمية الهدف منها تكوين الإنسان الحديث وذلك من خلال تقديم مقترحات لتقويم السلوكيات الفردية والجماعية.
- التربية على القيم مدخل من مداخل تقدم المنظومات التربوية والارتقاء بجودة التعليم، وللنهوض بهذه المنظومات التربوية لا بد من الانفتاح على المقاربات العالمية.
- المساهمة في بناء فكر قوي منفتح على الآخر وقائم على المبادئ والقيم العربية والإنسانية.
- تقديم بعض المحتويات الخاصة بالممارسات الفضلى الكونية في التدريس.
- تفسير بعض المقاربات التربوية الجيدة، وتتبُّع مساراتها، والتنبؤ بنتائجها، وتقديم إسهامات فكرية حديثة لخدمة التربية والتعليم.
- البحث في طرائق بسيطة تيسِّر التعليم في سائر الأسلاك، وإتاحته أمام الجميع من أجل تحقيق مخرجات تعليمية راسخةٍ مواكِبة للعصر ومنفتحة على الآخر، وذلك باستخلاص الفكر النظري والواقع العملي.
سادساً: الدراسات السياسية والاستراتيجية
- تضطلع وحدة الدراسات السياسية والاستراتيجية بمهمة كبيرة في بناء الوعي السياسي البنّاء لمجتمعنا في وطننا العربي. الوحدة تتولى مسؤولية البحث وبناء نظام المعرفة في مجالات العلاقات الدولية والسياسة الخارجية والنظم السياسية والفكر السياسي والاستراتيجية الدولية.
- وحدة الدراسات السياسية والاستراتيجية توصي بالمعرفة في مجال السياسات العالمية والاستراتيجية للدول العظمى وفهم المتغيرات الدولية والتنافس الدولي العالمي بما يهيئ لمجموعتنا العربية التأكيد على مصالحها القومية الأساسية ووحدتها وأمنها.
- تدرس العلاقات مع دول المحيط العربي. وقد تم إنشاء فرق بحثية تتولى التركيز على دول المحيط العربي والقيام بدراسات لهذه الدول بما يساهم في تعزيز سيادة وأمن دولنا العربية.
- وحدة الدراسات السياسية والاستراتيجية توصي بالاهتمام بالدراسات الإقليمية والاطلاع على أهم النظريات الإقليمية التي تؤكد على التكامل الاقتصادي والأمني للوطن العربي.
- الاهتمام بدراسة المنظمات الدولية والإقليمية الهامة في تنفيذ مبادئ القانون الدولي. الأمم المتحدة تنفذ وتمارس سياساتها عن طريق شبكة من المؤسسات والمنظمات التابعة والإقليمية دراسة هذه المنظمات والتأكيد على المنظمة الأم جامعة الدول العربية، ودراسة الوسائل الحديثة الكفيلة بتطوير أداء الجامعة العربية كمنظمة تهتم بالتنسيق والتكامل العربي.
- تعزيز واحترام الإنسان العربي وحقوقه القانونية والسياسية وحريته الفكرية وحرية التنقل العربي بما يعزز مكانة الإنسان العربي والمشاركة السياسية.
- دراسة النظم السياسية العربية وتحديد مشاكلها ومجالات تطويرها حتى تستطيع أن تنفذ برامجها لخدمة المواطن العربي.
- استضافة المفكرين والباحثين في علم السياسة وافساح المجال لهم بما يمكنهم من طرح أفكارهم وآرائهم والتفاعل الفكري العلمي المتوازن البناء.
- تنفيذ خطة وحدة الدراسات السياسية والاستراتيجية في محور الهوية والمواطنة وبناء الدولة العربية المعاصرة لعام 2023. إجراء محاضرات وندوات للبحث في مواضيع محور دراسات المعهد العالمي للتجديد العربي والمشاركة في بحوث ونشرات تتناول هذا الموضوع الأساسي الهام.
- تشكيل فريق من أعضاء وحدة الدراسات السياسية والاستراتيجية لإصدار نشرات فصلية وسنوية في مواضيع السياسة والاستراتيجية بما يتيح نشر الوعي والتفاعل في مواضيع السياسة والاستراتيجية.
سابعاً: الدراسات النفسية
- تعمل وحدة الدراسات النفسية بكافة أعضائها على طرح مواضيع نفس_اجتماعية، بطريقة موضوعية انطلاقا من مبدأ البحث العلمي الموضوعي، كما جاء في الميثاق الفكري للمعهد، بعيدا عن الشخصانية والأحكام المسبقة وبما يتناسب والتطور الحاصل والمقتضيات المجتمعية، مع الحفاظ على الخصوصية العربية.
- التشبيك مع باقي الوحدات في المعهد من أجل بحث مواضيع متعلقة بالصحة النفسية للمواطن العربي بشكل خاص، ومن كافة المجالات الحياتية المؤثرة ( النفس_اقتصادية، تربوية، صحية…)، وفي كافة الأقطار العربية لما فيه من مصلحة إنسانية عامة.
- تساهم وحدة الدراسات النفسية مع جهات معنية، داخلية( وحدات المعهد)، أو خارجية ( نقابات نفسية ، جمعيات، مؤسسات..) من أجل دراسة سلوكيات الأفراد والعمل على تفسيرها وتحليلها ومن ثم صقلها للمحافظة على مجتمعات سوية بعيدة عن العنف والعنصرية، وذلك دعما منها لارتقاء وتطوير المجتمعات العربية بكافة شرائحها الاجتماعية.
- تعي وحدة الدراسات النفسية أهمية الشعور بالمواطنية عند الشعوب العربية وفي كافة الأقطار العربية، لذلك ستعمل على تخصيص ورش عمل وندوات حول المواطنة وأهميتها، وذلك بهدف نشر الاندماج الاجتماعي في البلدان العربية والشعور بالانتماء الوطني والقومي والعربي.
ثامناً: الدراسات والنظم الصحية
- توجه المعهد بأعضائه ووحداته وهيئاته نحو العمل لإنتاج نشاطات ودراسات تتعرض للحلول العملية على أرض الميدان والمسندة الى الأدلة والمصادر العلمية جنباً الى جنب مع تشخيص الواقع في الأقطار العربية بالمقارنة مع ما يدور في العالم من تقدم علمي بكافة المجالات.
- توجه وحدة النُظم والدراسات الصحية نحو التعرض لكافة التخصصات في القطاع الصحي جنباً الى جنب مع تخصص الطب العلاجي رغم أهميته القصوى والتعامل معها وفق موقعها وأهميتها في التأثير على أداء النظم الصحية الوطنية في الأقطار العربية.
- قيام وحدة النُظم والدراسات الصحية بتكليف عدد من أعضائه لبحث موضوع أو مواضيع مهمة تهدف الى انتاج دراسات تشخيصية للواقع وتتضمن حلولاً وتوصيات عملية مقترحة ووضعها بمتناول الجهات المسؤولة في الأقطار العربية.
- نظراً لتوسع أعمال المعهد وازدياد عدد الإجراءات والتعليمات والنشاطات والجهات ضمن المعهد المسؤولة عنها، تقوم وحدة النُظم والدراسات الصحية بوضع وتجربة استعمال عدد من قوائم التدقيق [Check-Lists] وإجراءات التشغيل القياسية [Standard-Operation-Procedures] بهدف توحيد متطلبات الحد الأدنى لأي اجراء أو نشاط وبضمنها نماذج لتقييم أداء النشاطات والنتاجات الأخرى كجزء من قياس ورفع مستوى جودة العمل في الوحدة وإعمام استخدامها في المعهد.
تاسعاً: الدراسات الحضارية وعلم الأديان
- يؤكد المعهد العالمي للتجديد العربي أن تجديد الخطاب الديني عملية أصيلة في التاريخ والتشريع الإسلامي.
- يؤكد المعهد العالمي للتجديد العربي على ضرورة الرعاية الوقائية والتحصين الفكري المبكر للشباب، وذلك لغرس القيم والأفكار والأخلاق الدينية الأصيلة، مما يحول دون وقوع الشباب ضحية للأفكار المتطرفة.
عاشراً: الدراسات الاقتصادية والإدارية
- العمل باتجاه تبني استراتيجية جادة ومدروسة بعناية للتحول الى اقتصاد المعرفة كأولوية للدخول في إطار الثورة الصناعية الرابعة من خلال:
- رفع الإدراك والوعي بأهميّة الاقتصاد المعرفي على مستوى الأفراد والمؤسّسات وأثره في تحقيق الرفاهيّة الاقتصاديّة والمادّيّة الحديثة.
- تطــوير النظـام التعليمــي في كافة مراحله، بالتركيز على دمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فضلاً عن المهارات الابداعية في المناهج التعليمية وبرامج التعلم مدى الحياة.
- الاهتمام الواسع بالبحوث والتطوير بما يعمل على استغلال المعارف العالمية وتنمية القدرات الابتكارية والتكنولوجية المحلية، مع ضرورة إنشاء مؤسسات تختص بتبنى الأفكار الجديدة وتطويرها حتى تصل لمرحلة التطبيق الفعلي.
- العمل على توفير بيئة ممّكنة للتحول الهيكلي نحو اقتصاد المعرفة على صعيد سياسات الاقتصاد الكلي وبيئة الأعمال وأسواق العمل والمنتجات والتمويل، من خلال: أ- السياسات الاستثمارية، ب- السياسات المالية، ج- السياسات النقدية، د- سياسة التجارة الخارجية… وغيرها.
حادي عشر: الدراسات الثقافية
- العمل على إبراز أهمية ودور الثقافة، بمختلف تجلياتها، واعتبارها ضرورة أساسية وملحة في سبيل بناء مجتمع المعرفة على اسس متينة ومحصنة ضد عمليات التشويه والتزييف والتفاهة والتسويق الاستهلاكي التي تهيمن في المجتمعات العربية.
- استحضار الأبعاد القيمية والثقافية المرتكزة على مبادئ المعرفة والوعي، والمحفزة على الإبداع والابتكار، مع إفساح المجال للمثقفين العرب المخلصين والمؤمنين بقضايا المعرفة والتجديد، بالإضافة إلى الاهتمام بدور وفعالية الشباب العربي من خلال احتضانهم وتشجيعهم قصد إبراز طاقاتهم ومواهبهم والمساهمة في بناء مجتمع معرفي عربي.
- نشر مجموعة من البحوث المقدمة في وحدة الدراسات الثقافية في كتاب جماعي سيشكل قيمة مضافة في مجال مجتمع المعرفة في الدراسات الثقافية ، بشكل عام، والعربي، بشكل خاص، كما سيشكل مرجعا أساسيا وفريدا للباحثين في هذا المجال.
ثاني عشر: دراسات التكنولوجيا الرقمية
ضرورة أن تركز وحدة دراسة الإنترنت تدريبية والتكنولوجيا الرقمية في برامجها السنوية بشكل رئيس على تنظيم ورش وعقد دورت تتعلق بأمن المعلومات والأمن السيبراني فضلا عن تنظيم ورش عمل حول التربية الاعلامية لاكتساب المهارات الرقمية والتقنيات الحديثة والابداع في الحث على مجالات الاختراعات وتصنيع البرامج، فضلاً عن تقديم برامج توعوية مخططة ومتنوعة ومستمرة تسهم في تحقيق الاستخدام الإيجابي والآمن لشبكة الإنترنت والتقنيات الرقمية في المجتمعات العربية.
ومن الضرورة بمكان أن يتم تحديث وتطوير تلك المهارات المعرفية في المهن مما يؤسس لمجتمع تنافسي محلي المهارات يحفز الوظائف والازدهار والتوازن الاجتماعي.
ثالث عشر: دراسات الفنون والموسيقى والتراث:
- بعث مجموعة موسيقيّة مكوّنة من أعضاء الوحدة يتولّى قيادتها عضو منها. يتمّ الاتفاق على برنامج، وتكون التّمارين (البروفات) بصفة فرديّة في البداية ثمّ يمكن تحديد موعد تجتمع فيه كلّ عناصر المجموعة للقيام بتمارين مكثّفة في بلد معيّن وفضاء محدّ على نفقة المعهد.
- هذه المجموعة الموسيقيّة تحمل إسم المعهد “فرقة التجديد العربي” وتقوم بتأثيث جميع تظاهراته العلميّة، كما تمثّله في مختلف تظاهراته الثّقافيّة، بل تتجاوز ذلك لتشارك في مهرجانات دوليّة، التي لها نفس توجّهات الفرقة (التراث الموسيقي والتجديد)، فتكون بالتّالي هي أحد الواجهات الثّقافيّة والفنيّة للمعهد بالإضافة إلى مساهمتها في تحقيق مداخيل مادّيّة له.
- كما نفتح المجال لكلّ من يرغب في الانضمام إليها، وكلّ من ينظمّ للمجموعة الموسيقيّة ينظمّ بالضرورة لعضويّة المعهد.
- إحداث مكتبة سمعيّة بصريّة للمعهد تتضمّن جميع المداخلات التي قدّمت في المعهد، وبالتالي من لم يتمكّن من حضور مداخلات سابقة يمكنه العودة إلى التّسجيل في أيّ وقت.
- إحداث مكتبة سمعية وسمعية بصرية في موقع المعهد تخصّ التراث الموسيقي لكلّ البلدان العربية يقع تأثيثها تدريجيّا وفق معايير قانونية وتحترم حقوق الملكية. ويساهم في تأثيث ذلك أعضاء المعهد من الموسيقيين والمهتمين بالتراث الشفوي. وأدعو ان تكون المكتبة نابعة من الانجاز الشخصي للباحثين أي ان تكون في شكل عمل ميداني خاص يتمّ تنزيله موثقا بالتاريخ والنمط الموسيقي والمُخبر إن توفّر. وبهذه الطريقة نكون قد ساهمنا في امرين: 1- التوثيق/ 2- خلق فرصة للباحثين لدراسة هذا التراث وتحليله وفهمه وكتابة الكتب والمقالات عنه، يتمّ نشرها في مجلة المعهد او في شكل كتب جماعية يشرف عليها المعهد.
- كما ندعو إلى العمل على إنشاء معرض تشكيلي جماعي عربي متنقل يضم المنتسبين للوحدة بهدف نشر رسالة المعهد من خلال أعمال فنية إبداعية متجددة.
- العمل على عقد ورش فنية تدريبية تبحث في مجال التقنيات الحديثة والمتجدّدة والتي تهدف إلى التّجديد وتطوير الحراك التشكيلي في العالم العربي.
- العمل على انشاء ندوات وورش فنية تهدف إلى رفع الذائقة الفنيّة والنّقديّة وفهم الفن وأهدافه في العالم العربي
رابع عشر: الدراسات الاجتماعية
- قيام وحدة الدراسات الاجتماعية بدراسات ميدانية حول أوضاع الشباب العربي المهاجر الى أوروبا.
- قيام وحدات الدراسات الاجتماعية والنفسية والتعليمية والشباب بدراسات ميدانية حول أثر التحولات الاقتصادية العالمية في بنية الأسرة العربية ووظائفها.
- دراسة المعهد للأدوار المنتظرة من المجتمعات المدنية العربية في مجالات التجديد الاجتماعي و بناء الخبراء لأسس جديدة لتنمية اجتماعية واقتصادية سليمة ومندمجة
خامس عشر: الدراسات الإعلامية
- دعوة وسائل الاعلام العربية الي ضرورة الاهتمام بتقديم أبعاد مجتمع المعرفة المختلفة من أجل تعزيز أهداف التنمية الانسانية وذلك من خلال استخدام كافة الوسائط الإعلامية والاستفادة من تكنولوجيا الاتصال الحديث وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحقيق ذلك.
- دعوة مؤسسات التكوين الاعلامي العربية إلي تطبيق مناهج ومقررات التربية الاعلامية والتربية الرقمية في كافة مراحل التعليم من آجل رفع مستوي الوعي للمواطن العربي بمهارات إدارة المعلومات والمعرفة من خلال استخدام رشيد لها بما يسمح بالاستفادة منها.
- العمل على برمجة دورات تدريبية بالمعهد للتحسيس بخطورة الانترنت والاستخدام السلبي لها وكذلك التدريب علي إنتاج اعلامي يساهم في تكوين حالة ذهنية عربية بإعمال العقل وترتيب المعلومات والتفكير كأسلوب حياة.
- استحداث مشروع بحث بالوحدة وهذا تكملة لفكرة الدمج ما بين العلوم الانسانية وغيرها من العلوم والاستفادة من نتائجها بعنوان الاعلام والتاريخ وتوثيق الذاكرة.
- العمل على تشكيل مجموعات نخبوية في مجتمعاتنا العربية لتعزيز التبادل العلمي والآراء والنقاشات البنائية في مجال الاعلام والاتصال وصولا الى الوحدة والترابط العربي والعمل على انتاج محتويات رقمية للقضايا العربية تسهم في تعزيز وعي المجتمع العربي بالقضايا العربية
سادس عشر: الدراسات القانونية
- صياغة قوانين وتشريعات تدعو الى الابتكارات العلمية والارتكاز بشكل كبير على اقتصاد المعرفة.
- التأكيد على ضرورة تشبت المجتمعات العربية بأسس المعرفة العلمية التي تعد الطريق الأنسب لتحقيق التقدم والتنمية عبر للدساتير والقوانين التشريعية.
- ندعو الى سن تشريعات تؤسس لسيادة أحكام القانون وسموه على جميع مكونات الشعب حاكما ومحكومين.
- ندعو الى حماية الحقوق والحريات على مستوى التشريعات والدساتير، ورفع القيود المفروضة عليها من خلال وضع آليات كفيلة بذلك.
سابع عشر: الدراسات الأنثروبولوجيا
يوصي السادة في وحدة الدراسات الأنثروبولوجيا بضرورة “إطلاق كتاب سنوي جماعي خاص بكل وحدة في المعهد”، توضع له ديباجة علمية ولجنة متابعة إنجاز، وبهذه الطريقة يمكن للمجلس إطلاق عدد محترم من الكتب القيمة كل سنة.
ثامن عشر: وحدة الدراسات العلمية
- التأكيد على ضرورة أن لا تكون الابحاث والدراسات التي قدمتها الوحدة وباقي الوحدات الفكرية للمعهد حبيسة ادراج الارشيف بل أن ترى النور من توزيعها على الجهات المعنية والجامعات ومتخذي القرار وشركاء المعهد من المؤسسات والمنظمات الفكرية ومطالبتها بتنفيذ ما تراه مناسبا من توصيات هذا المؤتمر.
- دعم وحدة الدراسات العلمية بكوادر نشطة وفاعلة، وأن تسعى هذه الوحدة لاستقطاب قامات علمية في تخصصات أخرى او التكامل في البحوث مع وحدات المعهد الفكرية الأخرى او اقامة مؤتمرات علمية مشتركة.
تاسع عشر: دراسات المستقبلات
- ان ينصرف المعهد في السنة القادمة، 2024، إلى البحث في معطيات الواقع العربي، داخليا وخارجيا، وان تقوم كافة الوحدات العلمية بذلك كل حسب الاختصاص.
- ان يكون ما تقدم مدخلا مضافا لعقد مؤتمر قادم تحت عنوان استشراف مستقبلات الوطن العربي في عام 2050، سبيلا للبدء في تحقيق الغاية النهائية للمعهد.