وحدة الدراسات السياسية والاستراتيجيةالاتفاق السعودي ..الايراني، ماذا بعد؟
Posted by Global Institute for Arabic Renewal on Sunday, March 26, 2023
مداخلة الدكتور كاظم هاشم نعمة
الاتفاقية السعودية- الإيرانية/ ملاحظات عامة
- حاصل على بكالوريس شرف، والماجستير والدكتوراه في السياسة الدولية، من جامعة ويلز- المملكة المتحدة
- مؤلف 32 كتابا في اختصاصه، 15 كتاب مترجم، ونشر ما يقارب 100 بحث ودراسة.
- يتحدث العربية، الانكليزية، الروسية، والسويدية.
لقد استضافني المعهد العالمي للتجديد العربي للمشاركة في حوار مع نخبة من الاساتذذة الاجلاء لتداول الآراء حول الموضوع. وقد عرضت بعض التصورات بخطوطها العريضة دون التوضيح واحسب إنها نافعة لمن يطلع عليها وذلك من عدة زوايا.
أولاً: إنها تأتي على القضية من أفق مستويات ثلاثة متداخلة.
ثانياً: إنها لا يحسب لها أنها تقدم أجوبة بقدر ما إنها تفتح الشهية لإثارة أسئلة إضافية.
ثالثاُ: إنها اجندة فيها فضاء للإضافة بإعمال العقل في ما تنيره الأفكار المطروحة.
لقد نعتت الاتفاقية بنعوت كثيرة. أهي حلف- اتفاقية- مصالحة- وفاق- مبادرة- ولربما في أضعف الاحوال حادثة ومحاولة.
واستُقبِلَت من أطراف شتى كلٍ بما يراها من زاويته.
فمنهم مَن أصابته الدهشة
ومنهم من فُزع
ومنهم من صُفِع.
ومنهم يراهن على أنها ستخفق
ومنهم من يراها ستصمد
والرأي عندي إن لها حظوظَ الفعل حين يرى كل طرف من الأطراف الثلاثة إن فيها جدوى. ولا ريب إنها ليست خاوية.
ثمة ثلاثة مستويات متداخلة من الممكن أن يلج المرء منها إلى تدبر الاتفاقية.
المستوى الدولي:
1- يعزز هذا الاتفاق حقيقة أن النظام الدولي في عملية انتقال سريعة الخطى.
أ- إن التعددية القطبية تتجلى في دور الصين في وضع اللمسات الأخيرة لها.
ب- إن التعددية القطبية تبزغ في الأقاليم أسرع وأرسخ مما هي على الصعيد العالمي.
ج- إن التعددية قد استكملت شرائطها وهي القوى الفاعلة. القضايا. الاقاليم. والاعتراف بها سلوكيا وليس بالضروة الهيكلية.
2- يبطل الاتفاق حجج القائلين إن أمريكا لم يأفل نجمها بعد، وهي ما تزال ماسكة برسن القيادة. وإن ما خسرته في إقليم أو مسألة فليس في الشرق الأوسط حيث هو مركز الأقاليم.
3- وإذا تعاطفنا مع أنصار استدامة الدور القائد الأمريكي إلى حين من الدهر، فإن الاتفاق مثله كمثل معول يثلم منها كما ثُلمت من قبل.
وهذه قراءة متفائلة.
المستوى الإقليمي:
1- سيطرأ على الهياكل الائتلافية والتنسقية تغييرات.
أ- هيكل ثلاثية أمريكا- السعودية- إيران
ب- هيكل ثلاثية امريكا- سعودية- إسرائيل
ج- هيكل الصين- السعودية- إيران
2- سوف يتكيف توازن إدراك التهديد الأمني (الأمن القومي العربي والإيراني والإسرائيلي).
3- انعكاسها على النزاعات الداخلية والبينية في اليمن وسوريا والعراق ولبنان.
أ- الحذر من التصعيد النوعي والفِرَقي والميداني.
ب- السعي للتوسل إلى مقاربة جديدة غير المواجهة للحل.
ج- القبول بدور وسطاء غير أمريكا للعب دور.
4- تحول في القضايا المركزية في السياسة الإقليمية.
أ- العودة الى القضية الفلسطينية.
ب- أولوية التنمية الاقتصادية (الرؤى لكل طرف مثل 2030 للسعودية)
ج- تغيير في سياسة التسلح والأرجح تقليصها.
د- تحسن بيئة الاستقرار في الإقليم.
ه- تعاون جماعي في أمن الخليج العربي على حساب القوى الخارجية.
مستوى القوة الواحدة
الولايات المتحدة
ما هي الانعكاسات السلبية؟:
1- صحيح إنها لم تكن في غفلة من عملية الاعداد لاتفاق منذ جلسات العراق ومسقط، لكنها كانت قد أغفلت عن قصد- كما اعتقد- في دور الصين لكي لا تضع العصا في العجلة.
2- وهن دور الوسيط. الماسك بالعصا السحرية. مقولة الرئيس السادات.
3- تآكل الصدقية في الدور والهيبة المؤثرة كقوة ناعمة.
4- الجرأءة على الاختلاف مع الوصفات الامريكية للمشاكل في المنطقة.
5- بل صواب عدول الحلفاء عن اللجوء إليها. ولعل التمرد هو الأصوب ولدينا مثال أوبك بلس والمكالمة التلفونية.
6- عدم الاطمئنان للوعود في التزامها بتعهداتها. لقد شاح ترامب ناظره على ضرب المنشاءات النفطية السعودية في 2019.
7- تعثر مسيرة ركب الابراهيمية.
أ- إنها مصلحة أمركية-إسرائيلية ويراهن عليها لصوغ الإقليم كما وقع بعد الحرب العالمية الأولى.
ب- سيراجع السائرون فيها قراءتهم لجدواها.
ج- خسرت كثيراً من البريق الذي أكسته عليها أمريكا وإسرائيل.
د- سيعيد العازمون على اللحاق بها حساباتهم.
8- سيتناقص الطلب على السلاح من أمريكا بعدما يستكين الأمن.
9- سيتوجب على الإدارة الأمريكية مراجعة سياستها في سياق إيران وسياستها الإقليمية.
10- التكيف للتعايش والتعامل مع لاعب جديد ناشط وجاد وله روافع لا كما تعودت اللعب مع روسيا.
11- سعي بعض دول الإقليم النجاة من شبكة التنافس الدولي بين أمريكا والصين. عدم تجنيد النفس لاحتواء الصين.
المنافع:
1- إن كان الهدف للسياسة الامريكية الاستقرار والسلام والأمن والتنمية للمنطقة فالاتفاق يصب لصالحها (ولكن لو حل هذا كله نعمة علينا فهل من حاجة بنا إلى أمريكا؟؟).
2- يعفيها من ضغط السعودية عليها للوقوف معها في العلاقات مع إيران جملة وتفصيلا من نووي إلى تدخل إلى طائفي. إن إيران مصلحة أمريكية ويشفع لنا ما جرى بعد الاتفاقية النووية 2015
3- يخفف على واشنطن ضغوط إسرائيل في تدبر إيران وفي هذه أوجه كثيرة.
4- ستكون الصين رافعة بيد أمريكا للضغط على إيران لتستقيم في سلوكها وفي التعاون في النووي.
الصين
المنافع:
1- تصاعد الدور الإقليمي لقوة كبرى تنافس أمريكا.
كانت الصين غافلة للمنطقة. ثم ابصرتها. ثم اقتربت منها. ثم وقفت عن خط المراقبة تراقب. وها هي تنزل إلى الميدان لتلعب.
2- القدرة على الانتفاع من هامش الساحة حيث الفرص. يعيب على أمريكا حلفاؤها وشركاؤها إنها تركت فراغا في القوة. وهذا ليس صحيحاً. أمريكا تحتكر الإقليم لنفسها.
3- خطوة نحو إمكانية استبدال الدور الأمريكي في المدى البعيد.
4- تعزيز صدقية النوايا.
5- الحفاظ على الامن وخاصة الطاقة.
6- تقليل الاعتماد على أمريكا في تأمين أمن الطاقة.
7- تعزيز جدوى التوجه إلى الشرق. فقد ذهبت الهند في 1991 إلى الشرق. وفي 2015 إيران. ثم تبعتها السعودية. فمن هو التالي؟؟
8- تعزيز العلاقات الاقتصادية خاصة الطاقة وطريق الحرير مع البلدين والمنطقة.
9- لم يعد في وسع دولة في المنطقة أن تغفل الصين. إذا لم تقدم هي فهي في الاحتياط.
السلبيات:
1- ليس للصين القدرة الشاملة على وزر أعباء الإقليم. لقد دفنت فيه قوى تاريخياً من الخارج ومن داخله.
2- ليس لها روافع تعينها. فلا أحلاف ولا ائتلافات سوى شراكات.
3- قد يقع عليها أن تقدم ضمانات هي لم تألفها من قبل للابقاء على الاتفاق.
أ- اصبح تحديا لها فهو أول تجربة.
ب- قد تُمتحن في قدرتها على تدبره في أزمات حقيقية أو تفتعلها أمريكا أو إسرائيل.
السعودية
المنافع:
1- تحديد ما مرغوب فيه ومرغوب عنه.
2- موقف أقوى لثني إيران عن سلوكيات لا ترتضيها.
3- لن تخسر كثيراً في حرب إسرائيلية إيرانية
4- توكيد الاستقلالية في السياسة الخارجية والأمنية.
5- لن تذهب إلى الابراهيمية فقد أُعفيت من ضغط العامل الإيراني عليها.
6- لن يكون التطبيع بدون شروط على عكس ما حصل مع غيرها ممن سبقها إليه.
7- تقييد حركة إيران على الشيعة في السعودية.
8- حرمان إيران من المناورة على شق وحدة الخليج العربي وإيهان الدور القيادي فيه.
9- الانصراف إلى الرؤى التنموية 2030.
10- 1تقليص كلفة التسلح.
11- تعزيز دورها في وزر أمن الخليج والقومي العربي.
12- تقييد دور إيران المنافس لها في الأقاليم.
13- تحييد مناورات إيران في المنظمة الإسلامية.
14- إضعاف قوى الطوق الإيراني عليها.
15- خلق بيئة إيجابية لحل الحرب في اليمن قبل كل شيء. وفي سوريا والخلافات في لبنان.
السلبيات:
1- تحديات الوفاء للاتفاق في ظل أزمة.
2- تكييف الإدراك الأمني السعودي والعربي (هل التهديد إيران أم اسرائيل؟؟)
3- الرضا بالحلول التوفيقية في مناطق وقضايا الخلافات والنزاع.
إيران
المنافع:
1- كسر طوق الاحتواء في أقوى حلقة.
2- تلميع صورتها في الادراك السعودي والخليجي والعربي والعالمي.
3- أضعفت الرباط الأمريكي- السعودي.
4- أتت بشريك دولي لها ليكون لها وسيطا في الأزمات.
5- لن تكون السعودية رقيباً عليها في كل ركن وقضية في المنطقة وفي المتفق عليه.
6- تخفيف الحملة الاعلامية السعودية وأثرها على الساحة الداخلية.
7- وكدت نظام التعددية.
أ- إقليميا: بأن إيران قوة إقليمية أساسية.
ب- دوليا: بجلبها الصين بعدما تهاون الروس بورطتهم في سوريا وجاءت أوكرانيا.
ج– تعزيز التعددية في الخليج العربي بعدما كان أمريكياً صرفاً، أو غربيا، أو عربياً أمريكياً، والسعودية القوة الأساس.
8- التركيز على الجبهة الأكثر خطراً وهي اسرائيل.
9- التعامل مع أمريكا وأمريكا ليس تحت ضغط سعودي.
10- تغيير بيئة احتمال الضربة الإسرائيلية.
السلبيات:
1- مراجعة ادراك ومفهوم الأمن القومي.
2- الحرص على أدامة الاتفاق أو تحديات خارجية لإفشاله.
3- تغيير في السياسة حيال الأطراف العراق- سوريا- لبنان- اليمن.
إسرائيل
السلبيات
1- المسألة النووية
أ- الضربة أصبحت أكثر صعوبة التنفيذ.
ب- زيادة اعتماد على الضوء الأخضر من أمريكا.