الورقة المرجعية – المؤتمر الفكري الدولي الرابع
“أركان بناء منظومات فكرية عربية حديثة”
منذ تأسيسه، وانطلاقا من ميثاقه الفكري، عمل المعهد العالمي للتجديد العربي على وضع أسس تجديد المنظومات الفكرية العربية وأركان تحديثها، فاعتنى في مؤتمراته السابقة بمقتضيات التجديد الفكري وبأحد أركان هذا التجديد المأمول وهو ركن التنمية الإنسانية والمواطنة، وفي هذا المؤتمر الرابع يعتني المعهد بأركان بناء منظومات فكرية عربية حديثة.
لا شك أن تجديد المنظومات ينطلق من بناء تصور واضح وعملي للتجديد بعيداً عن التعريفات النظرية المغرقة في التجريد الأكاديمي. ونفترض أن التجديد يبدأ بعد إقرار مبدئي بأن المنظومات الراهنة قد بلغت، وطنياً وقومياً، مستوى من القِدَم جعلها:
• غير قادرة على أداء الوظائف المطلوبة منها، أو هي تؤديها بطريقة لا تتناسب مع مقتضيات التقدّم والتحديث.
• وغير قادرة على الاستجابة للإستحقاقات الإنسانية العامّة كالعدالة والرخاء والأمن والاستقلالية الشاملة والمناعة وحسن إدارة الثروات.
• غير قادرة على تهيئة الإجابة المجدية على الأسئلة التي يطرحها الواقع الراهن.
• وغير قادرة على مواكبة التحوّلات التي يمر بها العالم من حولنا وهو ما يجعل الوطن العربي في هامش النظام العالمي.
فكيف يمكننا إذن أن نبني منظومات فكرية عربية حديثة تستجيب لمتطلبات الراهن وتحدّياته ولتطلعات المستقبل ولمقتضيات مسايرة التحولات في العالم؟ وما هي الأركان الفكرية التي يحتاجها هذا البناء؟ وما هي مرجعيات التجديد المطلوب ومجالاته؟
يقتضي النظر في هذه الأسئلة تحديد مجالات إعادة البناء والتحديث ومرجعياته وآلياته، وهذه هي المحاور التي يركز عليها المؤتمر.
محاور المؤتمر:
1- مجالات التجديد:
المنظومات العربية: والمنظومة system/ système هي مجموعة أبنية وعناصر مترابطة وظيفيا ومتفاعلة فيما بينها، لا تعمل ولا تؤدي وظائفها إلا بحضور جماع تلك العناصر وبأداء كل عنصر منها الوظيفة المحددة له، على غرار المنظومة التعليمية التي تتكون من المعلّم والمتعلّم والمناهج التعليمية وأطر التعلّم من المدارس والمعاهد والجامعات، والنظام التعليمي، وهذه المنظومة غير قادرة على الاشتغال إلا بتوفر هذه العناصر جميعها، وإصلاحها في حال الخلل غير ممكن إلا بإصلاح تلك المكونات جميعها.
أما المنظومات المطلوب إعادة بنائها من أجل تجديدها وتحديثها فهي قابلة للتمييز ضمنها بين مستويات متفاوتة من حيث قابليتها لذلك:
• المتاح لإعادة البناء، وهي المنظومات التي لا يثير تجديدها إشكالات كبرى ولا اعتراضات، كالمنظومات التقنية والتكنولوجية في مختلف المجالات، حيث تكون أدوات التجديد متاحة في الغالب وعمليات إعادة البناء ممكنة، ودور المعهد في هذا المجال هو التفكير في كيفية تحقيق التوظيف الأنسب والأجدى والأفضل مردودية لبرنامج إعادة البناء وضبط أركانه الفكرية، ومنها خاصة وضع التكنولوجيا في خدمة الإنسان وفي خدمة أهداف الأمة في التحرر والتقدم والمناعة.
• القابل لإعادة البناء، ولكنه يحتاج إلى تخطيط وبرمجة وإقناع الفاعلين كالتعليم، الثقافة، الإعلام، الفنون، أنماط العيش، النظام السياسي، ونمط التنمية الاجتماعية… وتتمثّل مهمة المعهد في هذا المستوى في إنتاج الأفكار الجديدة المناسبة لكل هذه المجالات، وفي وضع الخطط الضرورية للتنفيذ.
• الضروري لإعادة البناء: ولكنه صعب وطويل النفس ولا يتحقق إلا على المدى الطويل، كالذهنيات، وأنماط التفكير، والوعي، وأنظمة الفكر والمعرفة، وإعادة النظر العقلاني في الاعتقادات والمسلمات.
وهذه هي المجالات التي جاءت في رؤية المعهد، وتم تأطيرها في ميثاقه الفكري، واعتبر إعادة بنائها على مرتكزات جديدة وحديثة هو الهدف الاستراتيجي الذي وجّه سائر أهدافه.
وهي أيضا المجالات التي يدعو المعهد الراغبين في المشاركة في هذا المؤتمر إلى أن يركزوا عليها في ورقاتهم.
2- مرجعيات بناء المنظومات الفكرية العربية الحديثة
أولاً: المرجعية الذاتية:
أ- إعادة القراءة النقدية للتجربة التاريخية العربية بكل مكوّناتها المادية والتنظيمية والرمزية بهدف استثمار كل العناصر القابلة لأن تعطي دفعا لبرنامج التجديد من جهة، وتفكيك العناصر والعوامل المعرقلة من أجل العمل على تجاوزها من جهة أخرى.
ب- القراءة النقدية للإنتاج الفكري والمعرفي والثقافي العربي الحديث والمعاصر: وذلك من أجل استثمار كل عناصر القوة والإقناع المتاحة فيه، والعمل على تطويره وتجاوز نقائصه وعثراته، ومن ثم البناء عليه تحقيقا للتراكم المعرفي الضروري في كل برنامج إعادة بناء حضاري.
ج- إنتاج المؤسسات العربية الشبيهة والتي تعمل على أهداف مماثلة أو مشابهة: قراءة ذلك الإنتاج نقديا، للتفاعل مع الإيجابي وتجاوز النقائص، ومساءلة أسباب محدودية قدرة هذه المؤسسات على إحداث الأثر المنتظر في الواقع.
ثانياً: المرجعية العالمية:
تجارب إعادة البناء في سائر البلدان: القراءة النقدية لتلك التجارب ولإنتاجها الفكري بهدف استثمار ما يتناسب مع سياقاتنا وخصوصياتنا ومتطلبات واقعنا، وما هو متحرّر من الخلفيات والدوافع الاستعمارية وفي قطيعة معها من جهة، وتفادي المنزلقات والأخطاء التي قد تكون وقعت فيها تلك التجارب من جهة أخرى.
3- أركان بناء المنظومات الفكرية العربية الحديثة
تمثل الأركان الفكرية لكل مشروع حضاري قاعدة البناء وأساسه ومنطلقه، ومنها تتفرع سائر الأفكار وعنها تصدر التصورات والبرامج وإليها تعود المبادئ العامة. ويعتبر الميثاق الفكري للمعهد مرجعا أساسيا يحدد تلك القاعدة وأركانها. فضلا عن هذا، تتنوع هذه
المرتكزات وتختلف بتنوع المنظومات واختلاف حقولها (وضعت كافة الوحدات الفكرية بالمعهد ورقات تضبط التصورات المتصلة بمجالاتها واختصاصاتها مما يعدّ من الوثائق المدقّقة والمفصّلة لهذه الورقة المرجعية)، ونظرا لطبيعة المعهد العالمي للتجديد العربي بوصفه مؤسسة فكرية مستقلة، ولطبيعة وسائله في العمل وهي صناعة الأفكار ونشرها وترويجها، ولتخصّصات كفاءاته البشرية بوصفهم باحثين أكاديميين ومثقفين مستقلين، فإن المؤتمَرين مدعوون إلى التركيز على الأركان الفكرية في مختلف مجالات الوحدات الفكرية للمعهد وتخصصاتها، وعلى وضع البرامج والخطط وضبط الآليات والأدوات الكفيلة بتحقيق التجديد والتحديث المأموليْن.
الأركان الفكرية العامّة:
الركن الأول: اعتماد التفكير النقدي العقلاني والموضوعية العلمية في معالجة القضايا وفي تصور برامج التحديث.
الركن الثاني: اعتماد المنهجيات والوسائل العلمية في دراسة الواقع العربي بكل أبعاده لتشخيص المشكلات ولوضع البرامج المناسبة لحلّها.
الركن الثالث: تجنب الركون إلى القديم والتسليم بما هو سائد ومتوارث وبما يعتبر موضوع إجماع، والتعامل مع كل ذلك تعاملا نقديا.
الركن الرابع: الحرص على تحرير أدوات المعرفة الحديثة ومنهجياتها من استخداماتها الاستعمارية من أجل توظيفها نقديا ونفعيا.
الركن الخامس: الالتزام باعتماد منظور المصالح العربية إطارا ومرجعا للتفكير واستراتيجية للعمل.
ملاحظات هامة
1- يرجى من السيدات والسادة رؤساء الوحدات الفكرية عقد اجتماعات لأعضاء الوحدات لمناقشة هذه الورقة، والمباشرة بتقديم ملخصات البحوث والأوراق الفكرية، وإكمالها في التوقيتات المقررة.
2- تقبل مشاركة المفكرين والباحثين من خارج المعهد للمساهمة في أعمال المؤتمر بتقديم بحوث أو أوراق فكرية وفق المحور الرئيسي أو الحضور في الجلسات، وعلى نفقتهم الخاصة.
شروط المشاركة في المؤتمر
1- المشاركة مفتوحة لكل أعضاء المعهد وأصدقائه، ولكل المفكرين والمثقفين والباحثين من الدول العربية، والمؤمنين بأهمية التجديد في الواقع العربي وبمنظوماته كافة.
2- تقدم ملخصات الأوراق الفكرية العلمية إلى السادة رؤساء الوحدات في موعد أقصاه 15 أكتوبر/ تشرين أول 2024 وبحدود 500 كلمة، وباللغة العربية.
3- تعرض الملخصات على اللجان العلمية المختصة في الوحدات، على أن يتم إعلام الباحثين بقبول أو رفض الملخص خلال فترة أسبوعين من الاستلام في حال عدم انسجامه مع محور المؤتمر.
4- تقدم الأوراق كاملة ومستوفية لشروطها العملية إلى رؤساء الوحدات الفكرية في موعد أقصاه 15 فبر اير/ شباط 2025.
5- يجب التزام البحوث والاوراق الفكرية بشروط الاقتباس (الاستلال) المعتمدة، على أن لا تزيد نسبة الاقتباس فيها عن 20%.
6- ترسل الأوراق كاملة إلى اللجنة العلمية المركزية للمؤتمر، بعد تحكيمها من قبل اللجان العلمية المختصة في الوحدات وحسب معايير التحكيم المعتمدة، وللجنة العلمية المركزية رفض أي بحث أو ورقة فكرية لا تنسجم مع محور المؤتمر الرئيسي، وكذلك الأوراق المتشابهة أو المكررة أو المنشورة سابقا.
7- يتكفل المشاركون بتغطية تكاليف سفرهم وإقامتهم في الفندق طيلة أيام المؤتمر، ويتحمل المؤتمر جزءاً من الضيافة ولن يتحمل أية تكاليف أخرى مع التأكيد على أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر ستسعى للحصول على تخفيضات في تكاليف الإقامة والضيافة.
8- للمزيد من المعلومات يتم التواصل مع رئيس سكرتارية المؤتمر “الدكتورة إلهام لطيفي” على رقم الهاتف التالي: 0032493874523
مع أطيب تحيات اللجنة التحضيرية للمؤتمر
تحميل الورقة المرجعية
الشروط العلمية الواجب توافرها في الدراسات والأبحاث
الاقتباس “الاستلال”:
التعريف: الاقتباس “الاستلال” في البحث العلمي هو عملية استخدام أفكار أو نصوص أو بيانات من مصادر أخرى دون التعبير عنها بشكل واضح، مما قد يؤدي إلى انتهاك حقوق النشر والملكية الفكرية.
شروط المعهد العالمي للتجديد العربي للاقتباس “الاستلال” المقبول:
- الاستشهاد: الالتزام بوضع الإشارة إلى المصدر الأصلي بشكل واضح.
- الاقتباس: الإلتزام بوضع النصوص المقتبسة بين علامات الاقتباس ( “…..”).
- التفسير: الإلتزام بتفسير الأفكار المقتبسة وتقديمها في سياق البحث.
- الاستخدام العادل: يجب أن يكون الاستلال في حدود الاستخدام العادل (Fair Use).
المعدل المقبول في استخدام الإقتباس “الاستلال”:
1. النسبة المئوية: بشكل عام لا يجب أن تتجاوز 20% من إجمالي البحث.
2. النصوص المقتبسة: يجب أن تكون أقل من 40 كلمة.
3. التكرار: يجب تجنب تكرار الأفكار أو النصوص المقتبسة.
أنواع الاقتباس “الاستلال”:
- الاستلال المباشر: اقتباس نصوص دون تغيير.
- الاستلال غير المباشر: تحويل نصوص إلى لغة أخرى أو تغييرها.
- الاستلال الذري: استخدام أفكار أو بيانات دون إشارة إلى المصدر.
- الاستلال من الذكاء الاصطناعي AI: استخدام ونصوص من برنامج الذكاء الاصطناعي.
سيتم تطبيق الشروط على جميع البحوث والدراسات المشاركة في المؤتمرات والندوات العامة والخاصة للمعهد.